ديمقراطية مثالية أم هروب من الانتخابات

قوائم التزكية أو  ما يطلق عليها ( قوائم التوافق ) ديمقراطية مثالية أم هروب من الانتخابات ضمن محاولات تكريس الهيمنة ؟

  • قوائم التزكية أو  ما يطلق عليها ( قوائم التوافق ) ديمقراطية مثالية أم هروب من الانتخابات ضمن محاولات تكريس الهيمنة ؟

اخرى قبل 5 سنة

 

قوائم التزكية أو  ما يطلق عليها ( قوائم التوافق ) ديمقراطية مثالية أم هروب من الانتخابات ضمن محاولات تكريس الهيمنة ؟

المحامي علي ابوحبله

تعتبر عملية الانتخابات أحد المكونات الرئيسية  للديموقراطيه وتلجأ إليها الأحزاب والحركات الوطنيه والتحرريه  ضمن عملية استنهاضها ومشاركة  القاعده لهذه القوى والتنظيمات والحركات المنضوية تحت لوائها وتهدف  العمليه الانتخابيه لانتخاب قيادات شابه ومقتدرة وقادره على عملية التجديد والاستنهاض  ضمن محاولات الخروج من حالة الترهل إلى حالة التغيير للأفضل ورفد الحركات والقوى بقيادات شابه لها قدرات وخبرات جيده

إن هذه الاعتبارات تدفع الباحثين إلي التساؤل: كيف نضمن أن يقوم النظام الانتخابي بوظيفته التمثيلية على الوجه الأكمل؟ ويُقصد بالتمثيل في هذا المقام جانبان: التمثيل الإجرائي والذي يشير إلي سلامة إجراءات العملية الانتخابية والتزام كافة الأطراف المشاركة في المنافسة بهذه الإجراءات، والتمثيل المضموني والذي يشير إلي مدى تعبير نتائج الانتخابات عن القوى القاعديه ، ومدى تمثيلها لخريطة القوى الفاعلة في قوة التنظيم او الحزب اوالحركات الوطنيه  .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يوجد نظام مثالي للتمثيل ينبغي تعميمه وتطبيقه على كل  القوى والاحزاب لاعتماده ؟ والإجابة أنه لا يوجد نظام مثالي في المطلق والعموم لأن ظروف المجتمعات، ودرجة تطور نظمها السياسية متنوعة ومختلفة، وأقصى ما يمكن أن نتطلع إليه هو النظام الانتخابي الأمثل أو الأفضل بالنظر إلي اختلاف طبيعة المجتمعات وتكويناتها، واختلاف حالة الديمقراطية فيها وعما إذا كانت راسخة أم جديدة أم انتقالية. وهكذا، فإن التحدي الماثل أمامنا هو اختيار النظام الانتخابي الأمثل على ضوء الظروف والأوضاع السائدة في بلادنا، والتي ينبغي أن تكون منطلقاً لتصميم النظام الانتخابي.

هذه ألمقدمه تقودنا إلى انتخابات المناطق لحركة فتح  في الأقاليم المختلفة في كافة محافظات الوطن والتي بفهم البعض أنها انتخابات من اجل استنهاض حركة فتح وضمن عملية فتح المجال امام قيادات شابه لتتبوأ مركز الصدارة ضمن عملية التجديد  وتحسين الأداء في كافة الأقاليم لكن وبدلا من تحقيق الهدف المنشود فان حاله من الاحتقان والامتعاض تسود غالبية المنضوين تحت لواء حركة فتح  وذلك بسبب حالة التنازع الشديد بين تيارات داخل الحركة وهيمنة القيادات التقليدية وعدم قدرة الانتخابات على فرز أطر جديدة للحركة والخروج بقوائم التزكيه او التوافق ارضاء  لهيمنة القيادات التي ترى بنفسها انها الاحق . وحقيقة القول ان هذه قد خلقت " حالة من الإحباط تسود أوساط الشباب داخل "فتح" الذين فقدوا الثقة بالقدرة على التغيير داخل أطر الحركة من خلال الانتخابات التي يتحكم بها نظام صلب من الكولسة والتحايل باسم التزكية"او التوافق . ووفق التقييمات فان هذه باتت لا تبشر بخير ولا تدل على قدرة عالية للتنظيم على ترتيب صفوفه استعدادًا لاستحقاقات الانتخابات المقبلة.

ومعظم نتائج الانتخابات للاقاليم تعتبر مؤشرًا مخيبًا للآمال لأنها سارت بطريقين بائسين لا يشيران إلى أي تغيير بنيوي في جسم الحركة؛ فقسم منها تم من خلال التزكية، وقسم آخر تم تأجيله لعدم القدرة على حسم الخلافات والاتفاق على مرشحين داخل الحركة؛ حيث وصل الأمر حد التناحر.

بات مطلوب تحقيق حركي نزيه ودراسة مستفيضة لواقع الفوز بالتزكية في معظم المواقع التي تجري فيها انتخابات داخلية؛ فهذه ظاهرة غير صحية، وتنم عن خلل كبير ظاهره التوافق وباطنه لائحة طويلة من الممارسات والسلوكيات التي لها ارتدادها السلبي في المستقبل .

ويرى البعض "إذا كان ذلك هو النموذج الذي تتم عليه الانتخابات فإن الحركة لن تقدم أي جديد يسهم في معالجة الواقع المترهل للحركة".

إن الانتخابات هي بالأصل وسيلة لحسم الخلافات من خلال صندوق الاقتراع، وقبول كل الأطراف بنتائج الصندوق، فإذا كانت كوادر الحركة غير قادرة على الاتفاق على هذا المبدأ، فما قيمة إجراء انتخابات شكلية؛  ويجب النظر بخطورة بالغه إلى  هذه الممارسات التي تهدف الى إقصاء بعض الأشخاص  وتحقيق البعض من يرغب فوزه بالتزكية وهذه من شانه أن يؤدي إلى نفور هؤلاء الأشخاص وعدم تعاونهم بشكل بنّاء وفعال مع اللجنة المنتخبة بالتزكيه او بالتوافق  وبالتالي مزيدًا من الشرخ في الجسم الحركي وهذا بلا شك ستنعكس نتائجه مستقبلا في إعادة إنتاج نفس الأشخاص الذين لا يتمتعون  بشعبية  ولا قدرات في احداث التغيير  المنشود الذي وفي محصلته يزيد في عمق الخلافات وبث الفرقه بين التنظيم الواحد بعكس حالة الانتخابات الديموقراطيه لاختيار الافضل والهدف منها اعادة استنهاض الحركه وتحقيق وحدتها   

 

التعليقات على خبر: قوائم التزكية أو  ما يطلق عليها ( قوائم التوافق ) ديمقراطية مثالية أم هروب من الانتخابات ضمن محاولات تكريس الهيمنة ؟

حمل التطبيق الأن